السبت، 12 فبراير 2011

موقع دولة الامارات و تاريخها



المـوقــع :

تحتل دولة الإمارات العربية المتحـدة الركن الشرقي من شبه الجزيرة العربية ، وتتميـز بساحل طويل يطل على الجزء الجنوبي من الخليج العربي وشريط ساحلي ضيق على خليج عمان وتبلغ مساحتها حوالي 83.600كلم مربع ، ومناخها جاف بالرغم من سقوط أمطار شتوية على أو بمحاذاة سلسلة جبال حجر التي تمتد من الشمال إلى الجنوب في الجزء الشرقي من الدولة . معظم أراضيها صحراوية ، لكنها تضم واحات صغيرة خاصة في الجنوب الشرقي على تخوم الربع الخالي ، وهناك مسطحات ملحية " سبخات " على طول الساحل الغربي . وفي الشمال وعلى جانبي الجبال تشكل السهول الرسوبية التي تحظى بأعلى معدل للأمطار المناطق الزراعية الرئيسية ، علاوة على أنه تم خلال العقدين الماضيين زراعة مناطق كبيرة في الصحراء الغربية ، وتشجيرها بصورة مكثفة . ويتميز ساحل الإمارات المطل على الخليج العربي بوجود عـدد من الخيران وأكثر من مائتي جزيرة معظمها قريب من الساحل بالإضافة إلى عدد آخر من الجزر البعيدة عن الشاطئ .

التــاريخ :

ظهرت أول مستوطنات بشرية في دولة الإمارات أواخر العصر الحجري أي قبل نحو ستة آلاف أو سبعة آلاف سنة ، ووجدت آثار هذه المستوطنات في الجزر القريبة والبعيدة مثل دلما ومروج. وبدأ ارتباط إنسان هذه الأرض بالبحر والتجارة البحرية حوالي 4000 ق.م أي قبل نحـو ستة آلاف سنة في عهد حضارة " العُبيد" بوادي الرافدين أي بداية التجـارة البحريـة .

وخلال العصر البرونزي (3200-1300ق . م ) لعبت الإمارات دوراً مهماً في التجـارة الإقليمية بتصدير النحاس واللؤلؤ إلى إمبراطورية وادي الرافدين واسـتيراد القصدير والعاج والأواني الفخارية والبضائع الأخرى من أفغانستان وإيـران ووادي انـدس .

لعبت التجارة البرية والبحرية دوراً رئيسياً في الاقتصاد المحلي ، وأظهرت المواقع الأثرية في مليحة بالشارقة دلائل على وجود روابط تجارية مع اليونان في القرن الثالث قبل الميلاد ، كما أظهرت حفريات الدور بأم القيوين أن للإمارات روابط مع الإمبراطورية الرومانية خلال العهد المسيحي ، في الوقت الذي كان لميناء دبـا على خليج عمان روابط تجارية مع الصين .

وبحلول القرن السابع الميلادي ، اعتنق بعض الناس الديانة المسيحية ، كما تظهر بقـايا دير عثر عليها في جزيرة صير بني ياس ، لكن سرعان ما انتشـر الإسلام ، ودخل الناس في الدين الجديد خلال حيـاة سيدنا محمد r ، ومن ثم لعبوا دوراً رئيسياً في نشر العقيـدة الإسلامية في إيران ومناطق الشرق الأخرى انظلاقاً من مينـاء جلفار في رأس الخيمة .

كانت جلفار ميناءً مهماً عبر آلاف السنين وهي مسقط رأس أسد البحار أحمد بن ماجد أعظم بحار في القرن الخامس عشر . وتوفر التحف الشرقية المعروضة في المتاحف المحلية دليلاً على المهارات الملاحية والخبرات التجارية التي يتمتع بها مواطنو الإمـارات .

وخضع جزء من دولة الإمارات ، مثله مثل باقي المنطقة ، إلى سيطرة البرتغاليين في القرن السادس عشر ، إلا أن الجبال ومناطق الداخل نجحت في المحافظة على سيادتها وحريتها ، حيث يمكن إرجاع فترة قيـام الدولة إلى هذه الفتـرة .

وبحلول نهاية القرن السادس عشر ، بسط تحالف قبائل بني ياس بقيادة أسرة آل نهيان التي يتحدر منها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان سيطرته على الجزء الغربي من الميلاد ، حيث قامت إمارة أبوظبي . وركز أسلاف القواسم وهي الأسرة التي يتحدر منها أصحاب السمو حكام الشارقة ورٍأس الخيمة أنفسهم بعد فترة قصيرة في الجزء الشمالي من البلاد ، وتحدث القوة البحرية للقواسم بحلول أوائل القرن التاسع عشر سطوة ونفـوذ شـركة الهند الشرقية البريطانية ، مما أدى ، وبعد نزاع متقطع لأكثر من عقد ، إلى الوجود العسكري والسياسي البريطـاني في المنطقة .

واسـتعاد حكام الإمارات أو المشيخات كما كانت تعرف في ذلك الوقت سيادتهم على الشؤون الداخلية بموجب اتفاقيات وقعت مع البريطانيين في العام 1820م ، واستفادوا من الحماية البحرية البريطانية التي أدت إلى ازدهار صناعة اللؤلؤ. وظلت حرفة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ عنصراً رئيسياً في الاقتصاد المحلي حتى الثلاثينات من القرن العشرين عندما تلقت ضربة مزدوجة جراء الركود الاقتصادي العالمي وظهور اللؤلؤ الاصطناعي ، وتلاشت بعد الحرب العالمية الثانية بفتـرة قصيرة ، حيث ظهر النفط الذي اكتشف بكميات تجارية عام 1958م وبدأ تصديره بعد ذلك بأربع سنوات حيث وضع أساس نمـو اقتصادي غيّر وجه الحياة في الإمارات منذ ذلك الوقت .

وبدأ حكام الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مشاوراتهم التي أدت إلى إنشاء الدولة الاتحادية مباشرة عقب إعـلان بريطانيا عزمها الانسحاب من المنطقة في عام 1968م ، ومن ثم ظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الوجود وأصبحت عضواً كامل العضوية في المجتمع الدولي في الثاني من ديسمبر 1971م .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق