السبت، 12 فبراير 2011

التراث و الثقافة




التـراث والثقـافة :

ينهل تراث دولة الإمارات العربية المتحدة من مجريين أساسيين من تاريخ شعبها هما أسلوباً الحياة في البرّ (الصحراء والجبال) وفي البحر . وتراث البر نفسه مزيج ، إذ عاش البعض حياة بداوة نظراً لطبيعة الأرض ، ولعبت الإبل دوراً حيوياً في هذه الحياة ، فهي وسيلة للنقل ومصدر للغذاء وموارد أخرى متنوعة . ولم ينتـه دور الإبل في عصر النفط هذا ، حيث تقوم الدولة بتشجيع ودعم برنامج لتربية الهجن التي تحتفظ بذكريات الأيام الخوالي .

واحتل الصيد جانباً مهماً من الحياة في الماضي ، حيث استخدم البدو الصقور المدربة تدريباً عالياً في اصطياد طائر الحبارى الذي يمثل وجبـة دسمه في مائدة البدوي ، وتظل رياضة الصيد بالصقور هي الرياضة المفضلة لدى مواطن الإمارات اليوم بالرغم من إنها رياضة فردية لا تجتذب حشود المتفرجين .

وبالرغم من قسوة الطبيعية ، كان هناك دائماً بعض النشاط الزراعي في واحات الصحراء وعلى سفوح جبال حجر ، حيث تستخدم تقنيات هندسية معقدة لتخزين المياه النادرة . وقد أدى هذا النشاط الزراعي إلى إحياء رياضة مصارعة الثيران في الساحل الشرقي بعدما كانت الثيران في الماضي تستخدم لجر المياه

كما أن رياضة سباق الخيل تحظى بمكانة بارزة ، حيث الإمارات اليوم كواحدة من أكبر المراكز العالمية لاستيلاد وتربية الخيول العربية الأصلية التي تعتبر من مقتنيـات مواطن الإمارات منذ أكثر من ألفي عام

أمـا التراث البحري فله أهمية موازية لتراث البر ، حيث لا تزال تقاليد بناء السفن الخشبية مستمرة في ترسانات المدن الكبرى ، إذ يقوم البحارة المهرة ببناء سفن الدهو بنفس الطريقة التي اتبعها أسلافهم منذ قرون دون الحاجة إلى استخدام الكمبيوتر أو المعدات الحديثة . كما يجري تنظيم سباقات القوارب الشراعية والكبيرة ، فيما تتولى مؤسسات مثل نادي الإمارات للتراث البحري وجمعية الإمارات للغوص المحافظة على تقاليد حرفـة صيد اللؤلؤ أو الغوص .

ويمكن للزائر رؤية آثار وصور من حياة الماضي القديم في المتاحف الموجودة بمدن العين ودبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة ، إلى جانب عدد من متاحف التاريخ والآثـار .

وفيمـا يلي لمحـة عن أبـرز مواقع الآثار بالدولة :

مدافـن جبل حفيت : بالقرب من مدينة العين ، تحوي غرف دفن تعود إلى بدايات القرن الثالث قبل الميلاد

حـدائق هيلي : في العين أيضاً ، تحوي ضريحاً جماعياً وآثار مستوطنات بشرية حصينة من القرن الثالث قبل الميلاد .

تـل أبرق : ما بين الشارقة وأم القيوين ، وهي مستوطنة حصينة استمرت لأكثر من ألفي عام " من حوالي 2500 ق . م إلى بداية العصر المسيحي " .

ديـر الرهبان : في غرب جزيرة صير نبي ياس الذي يعود تاريخـه إلى ما قبل العصر الإسلامي .

أثار مدينـة الدور في أم القيوين : التي كانت مدينة تجارية كبيرة ترجع إلى ألفي عام .

منطقة شمل في رأس الخيمة : تضم مدافن من القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد .

مستوطنة كوش برأس الخيمة : التي تعود إلى عهد ما قبل وبداية ظهور الإسلام ، وكذلك آثار مدينة جلفار القديمة الواقعة شمال رأس الخيمة .

قلاع أو حلة وحصن مضب من العصر الحديدي في الفجيرة .

الحصون والقلاع : بما فيها قصر الحصن في أبو ظبي وقلعة الفهيدي في دبي وتلك الموجودة في عجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة وأخرى في العين والبثنة وفي أماكن أخرى من الدولة .. وهي كانت مقرات للحكام المحليين .

المسجد العثماني : في البدية بالفجيرة ، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى القرن السادس عشر أو السابع عشر ، ويتميز بمعمار فريد ويعتبر من أقدم المساجد التي ما زالت قائمة حتى الآن .

وفي الوقت الذي تنظر الإمارات بفخر واعتزاز إلى ماضيها ، فإن الحاضر يحفل بنهضة ثقافية تواكب العصر ، فقد ازدهرت الفنون والآداب والمسرح بدعم من وزارة الإعلام والثقافة الاتحادية والدوائر الثقافية في كل إمارة وتم اختيار الشارقة عاصمة ثقافية للعرب في العام 1998م ، اعترافاً بازدهار الحياة الثقافية فيها . ونال التشكيليون الإماراتيون شهرة عالمية من بين قلة في الوطن العربي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق